الفيوج وآثاره في الدولة العباسية (132هـ-656هـ/750-1258م) مصـر وأفريقيا نمــــوذجاً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ و الحضارة، کلية الآداب، جامعة بورسعيد

المستخلص

  تهدف هذه الدراسة إلى تتبع إحدى الوظائف الفرعية والمساعدة التي أسهمت بدورها في قيام البريد بالمهام الموکلة إليه، وهي وظيفة الفيوج  والبحث عن حقيقة وضعه وما طرأ عليه من تغيرات بدءا من العصر الجاهلي وحتى العصر الأموي، وکذلک  في العصر العباسي وحتى نهاية القرن الرابع الهجري‘ وهناک صعوبات کثيرة تواجه من أراد البحث في معرفة ما يتعلق بتلک الوظيفة نظراً لقلة الوثائق والمعلومات المتوفرة ليس فقط على المستوى الاجتماعي بل وکذلک ما يرتبط بالجوانب الاقتصادية والثقافية والعمرانية. ومن الحقائق التي لا يرقى إليها الشک أن وضع الفيوجکان ضعيفاً في الخريطة الاجتماعية وارتبط بالنشاط الإداري والعسکري والاقتصادي کما أن أغلب المنتمين لهذه الوظيفة کانوا بعيدين عن التأثيرات الفکرية والثقافية فضلاً عن صمتهم التاريخي، حيث لم يقوموا برد فعل يلفت أنظار المعاصرين إليهم، ولم يترکوا أثراً يمکن من خلاله دراسة أحوالهم الخاصة ورصد تفاعلاتهم مع طبقات المجتمع المختلفة، فکانت هذه الأسباب کفيلة بجعلهم بعيدين عن اهتمامات المؤرخين والکتاب، فلم يشيروا إليه في مؤلفاتهم إلا بإشارات قليلة لا تتناسب مع قيمة أدواره المذکورة. لابد أن يتبادر إلى ذهن المتتبع جملة من التساؤلات، مثل  هل کانت هنالک خدمات بريدية عامة تخدم الجمهور بين مختلف أقاليم الدولة الإسلامية؟ وإذا لم توجد فکيف کانت العامة من الناس تغطي حاجتها إلى مثل هذه الخدمات الضرورية في نطاق العلاقات الاجتماعية عامة، و عملية التبادل التجاري وما يترتب على ذلک من عمليات مصرفية متبادلة بين المدن والولايات على مستوى التجارة والتجار خاصة ‘للإجابة على مثل هذه التساؤلات کان لابد من البحث في مختلف المصادر، فقد ورد في الروايات التاريخية، ما يشير إلى وجود بريد شعبي (غير رسمي) تولى حمل رسائل الجمهور بين مدينة وأخرى قبل الفيوج(1). کما يبدو أن التفيج أصبح مهنة يرتزق منها.و شهدت  تطورا کبيرا على المستوى الرسمي أو الوضع الخاص ، کما تشير الدراسة لدورهم الإقليمي والدولي في مصر وشمال إفريقيا، کما تعرض أهم الأخطار التي تعرضوا لها في عملهم، وما  کانوا يتقاضونه من أجر زهيد، بالإضافة إلى ملابسهم البسيطة.  

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية